jojo Admin
عدد المساهمات : 143 26897 تاريخ التسجيل : 08/06/2010 العمل/الترفيه : مديره المنتدى
| موضوع: المرأة العربية على طاولة قمة سرت؟ الجمعة يونيو 11, 2010 7:14 pm | |
| المرأة العربية على طاولة قمة سرت؟ السبت, 27 مارس 2010
*
تتجه أنظار الأمة العربية إلى سرت... تتطلع إلى نتائج القمة. في قلوبها الأمل بأن القادة العرب عندما يشدون الرحال إلى هناك فلا بد أن تأتي الأخبار السارة، فلقد عودتنا سرت على إحداث تغييرات قوية على الخريطة السياسية. جاءها القادة الأفارقة من كل فج ليصوغوا أحلام القارة الأفريقية في الوحدة والتقدم، وكان الإعلان التاريخي في سرت الذي جعلها عاصمة أفريقيا، وصار يؤمها عدد من الزعماء الأفارقة الكبار أسبوعياً، للتباحث والتشاور في عمليات الاندماج الأفريقي، ولا شك في أن القادة العرب واعون لطبيعة المشاكل الحقيقية التي تواجه الأمة... ويعرفون أسبابها المتمثلة في التجزئة من جانب ومحاولات المستعمر للعودة من جانب آخر، وأن أجزاء مهمة من وطننا العزيز لا تزال تخضع للاحتلال وأخرى أعيد احتلالها، وأن ارتفاع نسبة الفقر بين العرب أمر مخيف، على رغم الحجم الهائل للثروات التي حباها الله عز وجل بها... وأن نسبة كبيرة من العرب تواجه الجهل والأمية. لكن أخطر المشاكل على الإطلاق الحال البائسة المفروضة على نصف المجتمع العربي: النساء اللائي يعاملن بعقلية عصور ما قبل التاريخ، تحت ذرائع ما أنزل الله بها من سلطان، فالمرأة في نظرهم نصف مخلوق وغير مسؤول... هي مجرد إثارة للفتنة أو وسيلة للمتعة، يدّعون أن ذلك من أحكام الدين مع أن الإسلام الحنيف وضع المرأة في موضعها الصحيح في المجتمع، وقدم رسول الله (صلى الله عليه وسلّم) المثل الحسن لدور المرأة المسلمة... سواء في دعوتها للإسلام فكان لأم المؤمنين خديجة السبق على كثير من رجال العرب، أو في نشر الدعوة وحفظها ونقلها للأجيال، وأم المؤمنين عائشة تقف على قدم المساواة مع أصحاب الرسول العظام، ولعل قوله، إن صحت الرواية، خذوا نصف دينكم عن هذه الحميراء يقصد عائشة، رضي الله عنها وأرضاها، دليل الى ما ينبغي أن تقوم به المرأة في الحياة. لكن التفسيرات التي تستند إلى إغفال الحقائق والجهل بالدين قدمت الإسلام على أنه عدو المرأة الأول... على رغم أنه يدعو إلى المساواة التامة بين الرجل والمرأة في كل شيء، في العبادات والمعاملات. لعبت المرأة العربية المسلمة أدواراً هامة في الحضارة العربية على رغم التعتيم الرهيب، لكنها لم تنجح بعد في انتزاع موقع يليق بها كإنسان فاعل في المجتمع، فعلى رغم اقتحام النساء في الوطن العربي مجال التعليم في العقود الماضية وما نتج من زيادة مضطردة في أعداد المتعلمات، إلا أن المرأة عندنا لا تزال بعيدة عن ممارسة دورها كاملاً في بناء النهضة العربية، ولا تزال النساء الجاهلات والمتعلمات على حد سواء يعاملن بالأسلوب نفسه، وبالكيفية ذاتها. لا أدعو إلى إخضاع المرأة العربية الحرة إلى مقاييس النموذج الغربي واقتدائها بنسائه، ولا للقفز فوق القيم والأخلاق التي اقتصرت على مفهوم ضيق ومحدود هو العلاقة الجنسية بين الذكور والإناث، ولا أقول ما يقول العلمانيون إن الدين سبب المآسي التي تعيشها المجتمعات... لكنني أدعو إلى ثورة ثقافية تعيد الاعتبار للمرأة كإنسان له الحقوق كاملة وعليه الواجبات كافة، كالرجال سواء بسواء في كل ما يتعلق بالحياة من ممارسات سياسية واقتصادية وعلاقات اجتماعية. لا ينبغي النظر إلى المرأة كمخلوق دوني فتحرم من حقها في المعرفة والعمل والمساهمة في بناء المجتمع، بالقدر نفسه الذي لا ينبغي فيه استخدام حرية المرأة مدخلاً للانحلال الأخلاقي والقيمي والاجتماعي. ومع أن النساء يقبلن على التعليم في الوطن العربي في شكل متزايد لكنهن يقبعن في عصور الماضي المظلمة، ولم تصاحب التعليم عمليات ثورية ثقافية تمكن المرأة من استخدام المعارف التي تعلمتها في تحقيق رقي حقيقي في الوطن العربي. سيقول الكثيرون إن مشاكل الأمة معقدة ومتشابكة تؤثر في بعضها بعضاً وإن مشاكل المرأة ناتجة عن حال التخلف السائدة في الوطن العربي والتي تطاول الرجال والنساء، فلا يمكن تجزئة قضايا الأمة ولا تقسيمها وفقاً لمعايير الجنس والإثنية والموقع الجغرافي، بل ان النهضة تطلب تحولات شاملة لكل مناحي الحياة. دعوات تحرير المرأة لا بد من أن ينظر اليها بتوجس حقيقي لأن مصدرها الغرب وهدفها النهائي صهر المجتمع العربي في الثقافة الغربية حتى يتسنى ابتلاعه. هذا قول له ما يسنده في الواقع... لكن مواجهته لا تتم بالاستمرار في قمع النساء وتكبيل حرياتهن وحرمانهن من حقوقهن. المشروع الغربي يستهدف المجتمع العربي كله برجاله ونسائه... بأهله وأرضه وإن كان يتبع أساليب مختلفة للتعامل مع المشاكل المختلفة. إن مواجهة دعوات التغريب تتطلب استنهاض الطاقات الكامنة في الأمة كافة... والاستناد إلى مشروع ثقافي واجتماعي وسياسي متكامل ينطلق من ثوابت الأمة ويستند إلى ناموس الخلق... مشروع ينفض الغبار الذي شوّه القيم العربية الإسلامية، يشطب كل المحدثات التي يحاول البعض أن يضمنها في صلب الدين الحنيف تحت تبريرات مختلفة وحجج واهية... مشروع يحترم الإنسان لأنه جوهر ومحور الإنسانية ويقدس الفرد ذكراً أو أنثى. الدعوة الصادقة إلى قمة سرت أن تتجه إلى مناقشة جوهر الموضوعات التي تساهم في تحقيق الوحدة والتقدم، وأن لا تقتصر على معالجة المشاكل الآنية التي عادة ما تطرح على القمم العربية وهي سبب مباشر للاختلافات والفرقة بين قادة الأمة. المشروعات الاستراتيجية التي طرحت في أوقات سابقة كمشروع الاتحاد العربي والوحدة الاقتصادية والدفاع العربي المشترك لم يظهر في الأفق ما يبين أن القادة العرب جادون في التعامل معها... فلعل قضايا قد يتفق حولها الجميع من قبيل حرية المرأة يمكن أن تنال قسطاً من التوافق بين الأنظمة العربية... كما أنه من المفيد أن يتاح للقادة التداول في قضايا لها علاقة بالمستقبل بعيداً من الاختلافات السياسية الناتجة عن التأثير المباشر للدوائر الاستعمارية في القرار السياسي العربي. فتخصص القمم الدورية لمناقشة موضوعات محددة يقتصر البحث فيها على أمر أو أمرين يشكلان همّاً رئيساً للجميع وهكذا... عندها ربما يكون للقمة شأن وأي شأن. * كاتب ليبي | |
|